جغرافیة السكان
جغرافیة السكان فرع من فروع الجغرافیة البشریة تھتم بدراسة العلاقة بین الإنسان
والبیئة أي تقوم بدراسة توزیع السكان في المجال كما تمیز تركیبتھم فیھ وتسعى إلى تفسیر ھذا
التوزیع .وھذه التمایزات تعد أولى المحاولات الفكریة حول المحتوى المعرفي للجغرافیة السكانیة
إلى بدایة الخمسینات وإذا ما أخدنا فرنسا وجدنا أول تألیف حول المسالة السكانیة ھو كتاب *
بیرجورج * الصادر سنة 1951 مدخل إلى الدراسة الجغرافیا لسكان العالم .ویرجع الفضل في
بروزھا أیضا إلى *تورارتا * 1953 .والذي أوضح في تعریفھ أنھا تھتم بدراسة الاختلافات
والعوامل المؤثرة في الغطاء السكاني للأرض .ومن الحقائق الھامة في العلوم الإنسانیة أن
السكان ھو المحور الرئیسي الذي یدور حولھ ومنبع الكثیر من الدراسات .فھم یمثلون موضوعا
متعدد الاختصاصات فلا وجود لعلم سكاني أوحد قائم بذاتھ وإنما ھناك علوم سكانیة لكل واحد
منھا رؤیتھ المتمیزة .واشكالیتھ الخاصة ومنھج یناسبھ . وبالتالي فان المسالة السكانیة مھیأة
للمقارنة الإحصائیة السوسیولوجیة التاریخیة الجغرافیا . وھكذا ولد المنظور الإحصائي
الدیمغرافي وولد المنظور السوسیولوجي الجغرافیة الاجتماعیة . فكان أصل الجغرافیة السكانیة
والدیمغرافیا التي تھتم بسكان العالم بالرجوع دائما إلى المجال.
فالدراسات السكانیة في جمیع مراحلھا كانت تعتمد على توفیر البیانات الإحصائیة
الأساسیة وھذا ما یفسر ارتباطھا الوثیق بالدیمغرافیة ویعود اھتمام الجغرافي بالمسألة السكانیة
إلى زمان بعید ولكن اھتمامھم عرف تغیرات كثیرة . لقد كان الاتجاه السائد القدیم اتجاه اثنوعرقیا
حیث كانت الخاصیات الجسدیة للجماعات البشریة والممیزات الثقافیة الموضوع الأساسي
لملاحظات الجغرافیین وفي النصف الأول من (ق 20 ) صارت المقاربة الجغرافیة في الدراسات
بیئیة في الدرجة الأولى وأصبح التفاوت في توزیع السكان وعلاقة ذلك بالوسط الطبیعي المحور
الأساسي في تحلیل الجغرافیین ولكن بقیات الدراسات الجغرافیة للسكان خلال ھذه المرحلة قلیلة
لأنھا تعتبر مدخل للجغرافیة البشریة لا غیر.
تحميل الدرس كاملا
طريقة التحميل من المدونة
شارك الموضوع مع أصدقائك
إرسال تعليق