حاول الإنسان منذ القديم التعرف على طبيعة الأرض و شكلها و تحديد مكانها قي الكون. و تضاربت في هذا الصدد آراء العلماء الفلكيين القدامى الذين كانت تعوزهم الوسائل التقنية لملاحظة الكون و بفضل التطور الحديث للعلوم و التقنيات أصبحت المعرفة هي هذا المجال آمتن و أدق.
مكونات الكرة الأرضية
تتكون الكرة الأرضية من ثلاثة عناصر رئيسية
الغلاف الجوي : هو الغلاف الغازي الذي يحيط بالأرض إحاطةً كاملةً، وهو دائم الحركة ويؤثر على سطح الكرة الأرضية من يابسةٍ وماء، ويبلغ ارتفاعه حوالي 1000كم، ويزن ما يقارب الخمسة ملايين طن، وسبب احتفاظ الأرض به هو وجود الجاذبية الأرضية وهذا ما يسمح بالحياة على سطحه، وتختلف تركيبته حسب الارتفاع.
الغلاف المائي : و يتكون من البحار و المحيطات التي تحتل المنخفضات الموجودة على سطح الكرة الأرضية
الغلاف الصخري :و يشكل جسم الأرضـ و قد تبين من دراسة حركات الأرض الباطنية أن الموجات الزلزالالية لات خترق اليابسة بكيفية متجانسة في جميع مستوياتها مما يشير إلى وجود إختلاف في الكثافة بين باطن الأرض و السطوح الخارجية ، و هنا نتحدث عن *البنية الداخلية للكرة الأرضية :البنية الداخلية
البنية الجيولوجية :هي تركيب المجال و تأليفه من عناصر متعددة ، ترتبط بالجيولوجيا إرتباطا عضويا ومباشرا، لأن عناصرها جيولوجية التكوين و قوانينها يتحكم فيها المحيط الجيولوجي ، إما بكيفية مباشرة أو غير مباشرة، و ترتبط هذه العناصر بعلاقات تكوينية متعددة تؤثر في استقرار البنية و تطورها عبر الزمن ،و بكيفية أوضح فالبنية تتألف من معطيات صخارية "أنواع الصخور الموجودة في القشرة" ، و من معطيات تطبقية و معطيات بنائية ، و هي عناصر مترابطة فيما بينها تؤثر في استقرار البنية و تطورها.
لذا وجب معرفة تركيب الكرة الأرضية و او بشكل مبسط ، بناءا على معطيات زلزالية و معطيات من مختلف تخصصات علوم الأرض، و إعطاء تصور تقريبي للكرة الأرضية ، حيث إتفق المتخصصون على تقيسمها إلى ثلاثة أجزاء رئيسية (القشرة و الغلاف / المعطف / النواة)
بنية الكرة الأرضية |
أ- النواة : تتألف من صهور دائبة بفعل إرتفاع درجة الحرارة الجوفية ، و التي تشكل ما يسمى بالمكما، و تنقسم إلى جزئين :
نواة داخلية : تشكل مركز الأرض ، و تتميز بكثافة عالية و درجة حرارة تتعدى 5000 درجة ، و شعاعها يصل إلى أكثر من 1200 كلم ، و سرعة الأمواج فيها تتراوح بين 10 و 11.30 كلم/ثانية .
النواة الخارجية : تحيط بالنواة الداخلية ، و تقل فيها الموجات الزلزالية و التي تتراوح بين بين 8 و 10.5 كلم/ثانية ، و يحتمل أن تكون هذه الأجزاء مكونة من الحديد و النيكل ، و يرجح بعض العلماء ميلاد حقل ميغناطيسي عند هذا المستوى.
ب-الغلاف/المعطف/الرداء : يحيط بالنواة الخارجية ، و حده الأسفل يوجد عند عمق 2900 كلم ، و يمتد نحو الأعلى حتى إنقطاع مهروفيتشك ، و يتكون من الغلاف الأسفل و العلوي ، و نميز في جزئه العلوي بين مستويين ، الأول يتميز بنوع من الصلابة ، يتراوح سمكه بين 60 و 70 كلم ، و يوجد مباشرة تحت القشرة، و يسمى بالغلاف الصخري. المستوى الثاني أقل صلابة و أكثر لزوجة و مرونة من الجزء الذي يعلوه ، و اضعف عنده نسبيا سرعة الموجات الزلزالية و يسمى Asthènosphère ، يمتد بين 100 و 250 كلم ، و يفترض أن هذا المستوى يوافق انصهار جزئيا للمواد ،لكن دون أن يصل إلى درجة يعطي فيها خواص السائل . و يرجع غياب في التركيب الكيماوي لهذين المستويين خاصة Asthènosphère إلى ليونته التي تمكنه من التعرض للضغوط ، دون أن ينتج عن ذلك تشقق أو تصدع.
ج- القشرة :
لا تمثل إلا جزءا دقيقا مقارنة مع إمتداد شعاع الأرض،يتراوح سمكها بين 10 و 70 كلم، يكون مهما في المناطق الجبلية،بينما يضعف هذا السمك في المحيطات . هناك إختلاف في مكونات هذه القشرة ،ففي المحيطات تنتظم القشرة بشكل عام من الأعلى إلى الأسفل،ونجد طبقة مكونة من الإرسابات ، يختلف سمكها من منطقة لأخرى بحيث تكون سميكة بالقرب من القارة و قليلة السمك وسط المحيطات ، بعد هذه الطبقة نجد طبقة بازلتية.
و أما في القارة فالقشرة تأخد من الأعلى إلى الأسفل الترتيب التالي،نجد طبقة من الرواسب يختلف سمكها كذلك من منطقة لأخرى ، ثم هناك طبقة كرانيتية و تحتها طبقة بازليتية تشكل قاعدة الطبقة التي تعلوها ، يعني أن هناك استمرارية الطبقة البازلتية تحت المحيطات ، بينما تنحصر الطبقة الكرانيتية في القشرة الأرضية " في المغرب أظهرت بعض القياسات أن سمك القشرة هو 30 كلم تحت الميزطا و 36 كلم تحت الأطلس الكبير .
يتبين إنطلاقا من هذا التركيب المبسط للكرة الأرضية ،أن تراكب القسم الخارجي مع الأقسام الداخلية مختلفة في التكوين و الخصائص ،مما يفسر عدم الإستقرار الملحوظ على سطح الأرض، لأنه يتأثر بالضغوط الممارسة عليه باستمرار إنطلاق من الأجزاء الداخلية
إرسال تعليق