سبق و أن تحدثنا في التدوينة السابقة عن تعريف لجغرافية السكان و بينا أهميتها و حصائصها و مميزاتها و الهدف منها أما في هذه التدوينة فسنتحدث عن مصارد البيانات في جغرافية السكان
جغرافية السكان |
إقرأ أيضا : جغرافية السكان : التعريف،الأهمية ،الخصائص و المميزات،الأهداف
تعتمد الدراسات السكانیة على مجموعة من المصادر الإحصائیة ذلك لأنھا تتناول دراسة أحوال السكان في وقت معین بما في ذالك توزیعھم الجغرافي وتركیبھم المتعدد الجوانب كما تدرس حركة السكان الطبیعیة وغیر الطبیعیة *الھجرة* وما ینتج عنھا من زیادة أو نقصان في حجم السكان ویمكن تقسیمھا إلى مجموعتین رئیسیتین : مصادر البیانات الثابتة ویمثلھا التعداد – المسح بالعینة –مصادر البیانات الغیر الثابتة ویمثلھا التسجیل الحیوي – وسجلات الھجرة
مصادر البیانات الثابتة :
التعداد العام للسكان: یعتبر من أھم واكبر المصادر الإحصائیة على الإطلاق وھو ذو فائدة كبرى للدولة في عملیة التخطیط والتنمیة وغیرھا. وللتعداد ھدفان:
ھدف جامد إذ ھو صورة فوتوغرافیة للمجتمع السكاني في لحظة زمنیة معینة وھدف دینامیكي متحرك إذ یعتبر كل تعداد كنقطة في سلسة زمنیة ،لمعرفة اتجاھات التغیرات الدیمغرافیة زمنیا .فالتعداد العام للسكان یعطنا إذن صورة للمجتمع رغم أن المجتمع السكاني دائم الحركة والتغیر بحیث تأثیر الأحداث الحیویة المختلفة فالمشھد البشري في حركة دائمة بفعل ما تضیفھ الولادات وما تلغیھ الوفیات ویمكن بإضافة أسئلة معینة للتعداد التعرف على التاریخ الماضي للمجتمع السكاني ولعل ابرز ھذه الأمثلة ھي تلك الأسئلة المواجھة للسیدات على حیاتھن الإنجابیة السابقة أو فترة محددة منھا . یعرف التعداد دولیا بأنھ العملیة الكلیة لجمع وتجھیز وتقویم وتحلیل ونشر البیانات الدیمغرافیة والاقتصادیة والاجتماعیة المتعلقة بكل فرد في قطر أو جزء محدد المعا لیم وفي زمن محدد ویحتوي ھذا التحلیل على عدد من العناصر الھامة :
- الصفة الرسمیة: یجب أن یتم تحت الإشراف الحكومي بناء على التشریعات والقوانین. فالتعداد لیس بعملیة خاصة بسیطة تقوم بھا أي مؤسسة لیست لھا الصیغة الحكومیة وإنما ھي عملیة كبیرة تحتاج إلى تخطیط وتكالیف لذلك یتم تخصیص جھاز قائم بذاتھ للقیام بعملیة التعداد على أن تنسى الدولة القوانین التي تكفل سریة البیانات وتحدید السلطات المسؤولة والخاصة بعملیة إجراء التعداد
- الآنیة: یجیب أن یكتمل العد في زمن مؤقت (محدد) فالقاعدة العامة ھي تخصیص یوم كامل لھذا الغرض ولا شك لحظة التعداد تعتبر ھامة فھي تفصل بین وفاة شخص وولادة أخر.وقد یبدو للوھلة الأولى أن تعین یوم التعداد عملیة سھلة والواقع انھ إحدى المشاكل الرئیسیة في التعداد .فھناك مشاكل اختیار وتحدید بالذات الیوم الذي تكون فیھ الدولة في حالة طبیعیة تماما وكثیرا ما یكون من الصعب إتمام العدد في یوم واحد أو أسبوع واحد أحیانا.
- الشمولیة :یجیب تحدید الحدود الجغرافیة لمنطقة شمول التعداد . منطقة محددة بدقة مثل قطر بأكملھ أو وحدات أداریة محددة داخل ھذا القطر وإلا فان التعداد یفقد معناه والغرض منھ. على أن یشمل كل شخص حي في ھذه الوحدات دون حذف أو ازدواج.
- العد الفردي :وحدة العد في التعداد ھي الفرد ویجب أن تتضمن البیانات كل الأحوال الشخصیة لكل فرد یعیش في المجتمع حتى یمكن تصنیف السكان فیما بعد حسب ھذه الخصائص مثل التصنیف حسب العمر –الحالة التعلیمیة –النشاط الاقتصادي وغیر ذلك تصنیفا متقاطعا في جداول التعداد النھائیة .
- الدوریة : أي یتم إجراءه في فترات منتظمة ( 10 سنوات ) ومن الأفضل أن تأخذ التعدادات على فترات زمنیة متساویة تجرى عموما كل عشر سنوات . وذلك حتى تسھل عملیة المقارنات الزمنیة والدولیة واستخدامھا في تقدیرات الاتجاھات الدیمغرافیة المختلفة وبع ذلك یمكن إعداد البیانات ونشرھا حسب المناطق الجغرافیة ویجرى التعداد بإتباع إحدى الطرق
* طریقة العد الفعلي: وھو عد للسكان حسب أماكن وجودھم فعلا لیلة التعداد بغض النظر في مواطنھم الأصلیة.
* طریقة العد حسب الإقامة المعتادة: ویتم بمقتضاه حصر أشخاص حسب أماكن إقامتھم المعتادة
وإذا كانت التعدادات تختلف في كیفیة عد السكان فھي أیضا تتباني وفي كمیة وقیمة المعلومات التي تھدف الحصول علیھا ویسجل التعداد خصائص متعددة للسكان مثل –النوع –السن –الحالة المدنیة –محل المیلاد –عدد الأطفال –النشاط الاقتصادي –الحالة التعلیمیة .
ویتمثل الھدف الرئیسي لتعداد السكان في توفیر البیانات الأساسیة اللازمة لصنع السیاسات والتخطیط على مستوى الدولة بغیة وضع برامج سلیمة ترمي إلى تعزیز رفاھیة البلاد وسكانھ ، وتستخدم نتائج تعداد السكان أیضا في إدارة البرامج وتقیمھا في میادین مختلفة مثل التعلیم – الصحة –السكن –النقل –الخدمات الاجتماعیة والعدید من الجوانب الأخرى في حیاة المجتمع البشري .والتعداد عملیة ضخمة یتطلب إجرائھا كثیرا من التكالیف المالیة والبشریة وكثیرا من الوقت .
100.000 عون *رجل إحصاء * واشرف علیھم 3000 - ففرنسا تطلب تعدادھا سنة 1990 شخص تلقوا تدریبا خاصا بالمعھد الوطني للإحصاء.وسبق إجراء ھذا التعداد عمل تحضیري استغرق 5 سنوات للإعداد الاستبیانات واختبارھا، ولتحدید ظروف توزیع الاستبیانات في البیوت ولمعرفة المجموعات السكانیة وكیفیة توزیعھا ولأعداد المعالجة المعلوماتیة للمعطیات التي یتم جمعھا.والتعداد باھض التكلفة فلقد قدرت تكلفة فرنسا سنة 1990 ب 500 م دولار. وتضاف المشاكل السیاسیة إلى الصعوبات المادیة في التعدادات السكانیة لما یمثلھ حجم السكان من رھان سیاسي. ومن الأمثلة على ذلك في الكابون تم تضخیم عدد السكان خلال تعداد 1970 .فنتیجة التعداد كانت 517.00 وتم رفعھا إلى 960.00 نفس الشيء في نیجریا 1992 كانت نتیجة التعداد 90 م نسمة وتم رفعھا إلى 120 م نسمة ویعود ھذا الفارق إلى نزوع كل مجموعة عرقیة إلى تضخیم عدد أفرادھا في سعیھا إلى بسط ھیمنتھا. إضافة إلى ذلك تواجھ عملیة إجراء التعداد مشاكل وصعوبات أخرى كتلك التي تتعلق بسوء التغطیة بسبب تشتت السكان أو عزلة بعض المجموعات وحركتھم الدائمة. ھناك كذلك صعوبة التنقل وقلة وسائل الاتصال من جھة وعدم وعي بعض السكان بأھمیة الإحصاء وبالتالي التھرب والتخوف من ا عطاء إجابات دقیقة وصحیحة من جھة أخرى وغیرھا من الصعوبات التي تجعل منھا تعدادات ناقصة.مثلا یصل ھامش الخطأ في تعداد العدید من الدول النامیة إلى % 50 وحتى % 10 نفس الشيء بالنسبة للدول المتقدمة فتعدادھا رغم دقتھا فإنھا لا تخلو ھي الأخرى من النقص مثلا ھامش الخطأ في تعداد فرنسا قدر ب % 1 أي ما یساوي 580 ألف نسمة قد یكونان زائدین أو ناقصین بالنسبة الى 58 م نسمة بفرنسا حسب نتائج ھذا التعداد .
المسح بالعینة: بالإضافة للتعداد یمكن استعمال مصادر أخرى كاللجوء إلى بعض الوزارات كالوزارة الداخلیة – التربیة الوطنیة – الصحة التي تقوم بدورھا بمساعدة المصالح المحلیة بتعدادات خلال فترة دوریة قصیرة لتعویض النقص الحاصل في الإحصائیات إما لقدمھا أو عدم توفرھا أحیانا. غیر أن ھذه التعدادات كثیرا ما یشبوھا بعض الأخطاء والتناقضات.نقص زیادة. إلا انھ یمكن تجاوز ذالك واستعمالھ خصائص السكان وتستخدم على المستویین القومي والمحلي لھذا الغرض كما ھو الحال في التعدادات الانجلیزیة –الاسبانیة –الأمریكیة .والعینة جزء من المجتمع *تختلف على ما یسمى *بالحصر الشامل * الذي یشمل افرد المجتمع .كما أنھا تتمیز عنھ ببعض النواحي أھمھا توفیر جزء من الجھد والنفقات وتكون البیانات التي تنتج عنھا أكثر دقة.ولقد مزجت بعض الدول حدیثا بین إجراء التعداد وأسلوب العینة بقصد الحصول على بیانات إضافیة من الصعب الحصول علیھا من التعدادات خشیة عدم دقتھا مما یلزم اختیار عینة من السكان وتوجیھ مجموعة من الأسئلة لأفرادھا كما حدث في تعداد السكان بالعینة في مصر سنة 1966 وتصمم العینة للحصول على بیانات تطبق على المجتمع السكاني بأكملھ ولتحقیق ذلك یجب أن تسحب طبقا لقواعد محددة ودقیقة دون أن یكون تحیز لأي نوع .وإذا اتبعت قواعد المعاینة بأمانة ودقة فان العینة حیث إذن تكون ممثلة لمجموع السكان
مصادر البیانات الغیر الثابتة :التسجیل الحیوي: لیس من السھل دراسة العوامل المؤثرة في حجم السكان باستخدام بیانات التعداد فقط ذلك لأن التعدادات دوریة ولیست سنویة كما أن بیانات العناصر الحیویة للسكان لا تتوفر كثیرا بھا ولذلك فان الاھتمام الأساسي یكون على الإحصاءات الحیویة والتي تكون في معظم دول العالم قائمة على التسجیل الحیوي الإجباري بحكم القانون . تعرف الأمم المتحدة نظام التسجیل الحیوي بان یتضمن التسجیل الرسمي والتقریر الإحصائي لجمع وإعداد وتحلیل وعرض وتوزیع الإحصاءات المتعلقة بالأحداث الحیویة التي تتضمن الموالید الأحیاء والوفیات ووفیات الاجنة والزواج والطلاق والتبني والاعتراف الشرعي والانفصال الرسمي . كما تقع المسؤولیة الأساسیة للإبلاغ عن الحدث الحیوي على عاتق الاھل والاقاریب أو بعض الجھات المحلیة وعلى العموم فلكل دولة أنظمتھا الخاصة في ھذا الشأن والنظام الجید ھو الذي یساعد على الإبلاغ بعد اقصر وقت ممكن من حدوث الحدث ویسمح بنشر البیانات والجداول الإحصائیة دوریا وبشكل سریع ومنتظم .
فالإحصاءات الحیویة تقدم وصفا لعدد وخصائص الأحداث الحیویة التي تحدث لسكان دولة معینة خلال فترات محدودة. وكما ذكرنا فان تعداد السكان یعطي صورة عن السكان وخصائصھم عن لحظة زمنیة معینة أما الأحداث الحیویة فإنھا أدوات لقیاس الدینامیت والتغیرات التي تطرأ باستمرار على ھذه الصورة.ویتضمن التسجیل الحیوي العناصر الآتیة :
-الموالید الأحیاء: وتتضمن بیانات عن المولد وجنسھ واسمھ وتاریخ ولادتھ ومكانھا وتاریخ التسجیل. كذلك یتم الحصول على أھم خصائص الوالدین كمكان الإقامة وتاریخ الزواج والمھنة.الحالة التعلیمیة والدینیة والجنسیة والعمر لكل منھما .
-الوفاة: وتضمن بیانات عن المتوفى عمره –جنسھ – مكان الإقامة المعتد –الحالة الزوجیة –عدد الأطفال –الحالة الدینیة –بیانات عن حادثة الوفاة. تاریخھا –مكانھا – سببھا وتاریخ تسجیلھا .
-وفیات الأجنة: وتتضمن بیانات مشابھة التي تجمع عن المولد الحي بالإضافة إلى بعض البیانات عن حادثة وفاة الجنین.
-الزواج: وتتضمن بیانات عن مكان الزواج وتاریخھ وكذلك البیانات المتعلقة بكل من الزوجین مكان الإقامة- العمر- الحالة التعلیمیة – الدینیة.
-الطلاق : وتتضمن بیانات مشابھة لتلك التي تجمع في الزواج بالإضافة إلى تاریخ الزواج كذلك في العدید من البلدان تجمع بیانات عن أحداث حیویة مثل الانفصال بین الزوجین –تبني الأطفال –عملیة الاعتراف بالطفل الغیر الشرعي. وبطبیعة الحال یجب أن یشمل التسجیل الحیوي كل أنحاء الدولة وكثیرا ما یكون ذالك صعبا عندما تفتقر الدولة إلى المواصلات اللازمة أو عندما یكون مكتب التسجیل الحیوي غیر ملزم بالقانون الذي یفرض تسجیل الحدث خلال فترة زمنیة معینة.
*سجلات الھجرة : یتزاید السكان نتیجة الزیادة الطبیعیة (الفرق بین الولادات والوفیات ) أو غیر الطبیعیة (الھجرة) فاختلاف الرأي حول ما ھو مھاجر لا یسمح بضبط ھذه السجلات فبیانات ھذه الأخیرة اقل قیمة من الإحصاءات الحیویة وذلك لأنھا لا تحتوي على كل الحقائق المرتبطة بالمھاجرین من ناحیة . كما أنھا سجلات لحظیة من ناحیة أخرى إذ تسجیل حالة المھاجرین وقت عبورھم للحدود دون اعتبار للتغیر الوظیفي والاجتماعي الذي سیطرح علیھ في دولة المھجر بعد ذلك ومھما یكون الأمر فان بعض الدول تعتمد في إحصاء المھاجرین على تصاریح السفر والبعض الأخر یأخذ بالبیانات التي تسجلھا مصالح الموانئ والحدود وفئة أخرى تحصل على عدد من المھاجرین بان یأخذ الزیادة الطبیعیة .إلى غیر ذلك من الطرق .
إرسال تعليق